في عالم الابتكار الغذائي المتسارع، تبرز أسماء قليلة استطاعت أن تُحدث تحولاً حقيقياً في فهم العلاقة بين الغذاء والثقافة. من بين هذه الأسماء، تلمع مودة باجري كواحدة من الرواد السعوديين الذين مزجوا بين العلوم الغذائية، وفنون الطهي، والثقافة المحلية بطريقة مبتكرة وعميقة.

الطهي كعلم وفن وتجربة

كمبتكرة في مجال فنون الطهي وخبيرة في تجارب الطهي، تؤمن مودة أن الطعام ليس فقط وسيلة للتغذية، بل أيضاً لغة تعبيرية حيوية تجمع بين الفرح والمعرفة. انطلاقاً من هذه الرؤية، كرّست جهودها لدمج المفاهيم العلمية مع الإبداع الفني، مقدّمة تجارب تعليمية وثقافية تهدف إلى تبسيط علوم الأغذية وإتاحتها لعامة الناس.

في مبادراتها، تجمع مودة بين مختصين من مجالات متنوعة — من العلماء والطهاة، إلى الفنانين والمنتجين المحليين — لخلق تجارب فريدة تمزج بين التعليم والترفيه، بهدف تعزيز الفهم الأعمق للمطبخ السعودي كهوية ومعرفة.

التراث السعودي على الطاولة العالمية

من أبرز ما يميز مسيرة مودة هو التزامها العميق بدعم التراث السعودي وتعزيز حضوره عالمياً. وقد تجلّى هذا الحضور في مشاركاتها المؤثرة بمؤتمرات محلية ودولية، مثل قمة الضيافة المستقبلية، حيث ناقشت أهمية تسليط الضوء على المدن الثانوية والثالثية في السعودية، مؤكدة أن فنون الطهي يمكن أن تكون جسراً لفهم أعمق للهوية الثقافية، وأداة قوية لتعزيز السياحة الداخلية.

نحو جيل جديد من المبدعين

لا تقتصر رؤية مودة على الحاضر، بل تمتد للمستقبل من خلال مشاريع تطويرية تهدف إلى إلهام جيل جديد من الطهاة والعلماء والمبتكرين. تعمل حالياً بالتعاون مع طهاة محليين ومنتجين ومؤسسات متخصصة لتقديم محتوى وتجارب تدمج النكهات السعودية الأصيلة مع أحدث تقنيات الطهي، وهو ما يضع المطبخ السعودي في قلب الابتكار العالمي.

خاتمة

في وقت يشهد فيه المشهد الغذائي العالمي تغيرات عميقة، تقف مودة باجري نموذجًا فريدًا للمرأة السعودية التي استطاعت أن تربط الماضي بالحاضر، والعلم بالفن، لتكتب قصة جديدة من الهوية والتجديد والإبداع. وهي بذلك لا تسهم فقط في تطور فنون الطهي، بل تساهم أيضاً في تعزيز مكانة السعودية ثقافياً على الساحة العالمية.

كتابة: مريم قاري 

مراجعة: أ.مودة باجري